العبوات الصحية لعسل النحل
ورد في الصفحات السابقة من هذا الكتاب عدة جوانب خاصة متعلقة بالجودة سواء من الناحية الكيميائية (التركيب) أو المعاملات التي تجري على عسل النحل والعوامل المؤثرة الأخرى مثل الموقع الجغرافي، لكن ثمة جانب آخر عن جودة العسل وهو نوعية العبوة.
عبرة العسل هي الوعاء الذي يُخزن فيه العسل لفترات قد تطول سنوات، إذًا تعتبر العبوة من مراحل تداول العسل الهامة لأنها قد تؤثر عليه تأثيراً كبيراً من حيث الجودة أو الصلاحية للاستهلاك الآدمي. أغلب عبوات العسل التي يتم تداولها بالجملة هي براميل حديد، ألومونيوم، ستانلس ستيل، أو بلاستيك وقد تكون هناك أنواع أخرى.
أما مبيعات العسل (مفرق) بالكيلو أو أكثر، غالبية العبوات التي يباع فيها العسل للمستهلك تكون من زجاج أو بلاستيك على شكل جراكل صغيرة أو قدور أو علب مستديرة الشكل معدنية تخزن بها أقراص الشمع مع العسل، وغالبًا يسوق بها العسل الحضرمي بالشمع.
وهذه بعض الحقائق العلمية عن أفضل العبوات الصحية التي يجب أن يعرفها المستهلك:
– أفضل أنواع العبوات للعسل هي الزجاج النقي. والزجاج درجات ويفضل حجبه عن ضوء الشمس أو الانارة وخاصة الفلورسنت لتأثير الإضاءة على أكسدة بعض المكونات في العسل التي تكون سريعة التأثر (الأكسدة) والحذر كذلك من ملء العبوة حتى لا يلامس العسل “الربل” البلاستيكي للغطاء لأنه يتفاعل مع العسل ويحدث طعمًا ونكهة غير مقبولة في العسل إذا خُزِّن لفترات طويلة.
– يلي ذلك عبوات “ستانلس ستيل” الخالي من لحام الرصاص سواء لتخزين العسل أو نقله بالجملة أو المفرق فهو لا يتفاعل مع العسل يعد صحيًا.
– العبوات البلاستيكية ذات الدرجة الغذائية أي التي لا تتفاعل مع العسل بشكل سلبي وبخاصة عند تعرضها لحرارة الشمس أو التخزين السيء، والذي يفترض أن يكون التخزين سليم.
وهي قد تكون ذات أحجام كبيرة (100 كجم أو أقل من ذلك أو الجركل العادي 30 كجم فأقل، أو عبوة وزن 1 كجم) ننصح عند استخدامها أن تكون من نوعيات جيدة ومن مصانع موثوق بها وتكون المواد المستخدمة في تصنيع العبوات ذات جودة عالية والتأكد من عدم تخزين العسل فيها في درجة حرارة عالية أو أشعة الشمس، لأن ذلك يؤثر في مادة البلاستيك التي تلوث العسل بمركبات بولي ايثيلين (بولمر) أو مضافاتها كاللون أو المثبتات الصناعية.
توجد أنواع من البلاستيك الشفاف الشبيه بالزجاج في شكله قد يستخدم لتخزين العسل بالشمع، وهذا أفضل من العبوات المعدنية الرديئة، كما أنه قد يستخدم عبوات ستانلس ستيل بدون لحام .
أما العبوات السيئة التي ينصح بتجنب استخدامها:
– عبوات العسل الدائري المعدنية (ألومونيوم) والمستخدمة في تداول العسل مع الشمع الحضرمي (القروف) والمعروفة بعبوات الحلوى. وهذا النوع من العبوات قد يستخدم في تصنيع عبواته لحام الرصاص وهذا يتفاعل مع العسل ويلوثه بعنصر الرصاص السام. كما أن مادة الألومونيوم تتفاعل مع العسل وتزيد تركيزه، وإذا زاد التركيز قد يحدث تسمم بالألومونيوم. لذا يُنصح بعدم استخدامها واستبدالها بعبوات المادة المستخدمة في تصنيعها ستانلس ستيل بدون لحام رصاص وبنفس الشكل وقد تكون مكلفة مادياً إلى حد ما ولكن الناحية الصحية أهم. كما يجب أن ينتبه المستهلك إلى أن المشكلة تكمن في متبقي العسل المترسب أسفل العبوة، فهو عادة يكون ملوث لتلامسه لفترة زمنية طويلة مع جدران العبوة فيجب التخلص من هذه الكمية البسيطة.
– عبوات معدنية اسطوانية الشكل المستخدمة لتعبئة السمن أو الحليب (المرفاع) وهذه سيئة للعسل لحدوث تفاعل بينها وبين العسل وإفرازه أكسيد الحديديك الضار، كما أن غطاء العبوة أثناء قفله وفتحه يحدث تآكل لمادة العبوة المعدنية السوداء اللون، وتلوث العسل والخوف هنا من التلوث بالعناصر الثقيلة الموجودة في مادة العبوة (ألومونيوم، رصاص) وهذه العناصر إذا زاد تركيزها في العسل عن حد معين أصبحت مؤثرة على الجسم من الناحية الصحية.
– قدور معدنية وغالباً ألومونيوم. قد يخزن العسل بها لفترات طويلة وهذه تفاعل مع العسل لأن العسل يميل للحمضية ويحدث تآكل ويزيد تركيز مادة الألومونيوم في العسل، وقد تصل لمقاييس عالية على مر الأيام تُحدث ضررًا للمستهلك نتيجة استهلاكه كميات عالية من الألومونيوم، وننصح باستخدام قدور ستانلس ستيل.
– العبوات البلاستيكية رديئة النوعية، سواء كانت صغيرة أو جراكل، ومادة البلاستيك الأولية درجات من حيث الجودة والنوعية، فبعض هذه المواد رديئة أو بلاستيك غير نظيف، وتخزين العسل فيه يزيد الطين بله، وخاصة ظروف المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية ذات المناخ الحار غير مناسبة لمثل هذه النوعية لارتفاع درجة الحرارة بها حيث إنه مع ارتفاع درجة الحرارة يتحول البلاستيك إلى بوليمر من الايثيلين، كما أن المضافات لهذه المادة مثل الملدنات والمثبتات والألوان الصناعية التي تعطي اللون المطلوب للجركل أحمر أو أسود أو أبيض أو غيره من الألوان، فهذه المضافات قد تلوث العسل في ظل عدم التخزين السليم الذي يجب أن يكون عند أقل من 25°م وبعيدًا عن أشعة الشمس.